نصائح علمية للطلاب ضد النسيان.. التكرار سر التفوّق
في عصرٍ أصبح فيه فرط المعلومات أمرًا شائعًا، غالبًا ما يجد الطلاب صعوبةً في تذكر ما يدرسونه. فبينما يمكن أن ينجح التكرار المتباعد في الاختبارات السريعة، إلا أنه يفشل عند الحاجة إلى الذاكرة طويلة المدى. وهنا يأتي دور التكرار المتباعد، وهو أسلوب تعلّم فعّال مدعوم بعلم الإدراك، يُمكّن الطلاب من تذكر المعلومات لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، بحسب ما نشرته صحيفة Times of India.
إن التكرار المتباعد هو أسلوب تعلّم تُراجع فيه المعلومات على فتراتٍ متزايدة تدريجيًا بدلًا من تكرارها دفعةً واحدة. وتعد الفكرة بسيطة، إذ أنه عندما يُعيد الشخص النظر في مفهومٍ ما قبل أن يُوشك على نسيانه، يُقوّي دماغه تلك الذاكرة. بمرور الوقت، تطول الفترات الفاصلة بين المراجعات، مما يُسهّل عملية الحفظ.
"منحنى النسيان"
استُكشف هذا النهج لأول مرة من قِبل عالم النفس الألماني هيرمان إبينغهاوس في القرن التاسع عشر من خلال نظريته "منحنى النسيان". اكتشف أنه بدون مراجعة، ينسى الناس معظم ما يتعلمونه في غضون أيام. يُعاكس التكرار المتباعد هذا المنحنى بفعالية.
إن دماغ الإنسان مصممة لإعطاء الأولوية للمعلومات التي تظهر بشكل متكرر مع مرور الوقت. عند توزيع جلسات التعلم، يتعامل الدماغ مع المادة على أنها مهمة ويحفظها في الذاكرة طويلة المدى. لهذا السبب، يثق طلاب الطب ومتعلمو اللغات والمتفوقون في الامتحانات بهذه التقنية. في المقابل، يُوهم التكرار المتواصل في اللحظات الأخيرة بالإتقان، لكنه يؤدي إلى النسيان السريع. يضمن التكرار المتباعد أن كل مراجعة تُقوي الروابط العصبية المرتبطة بتلك المعرفة.
كيفية الاستخدام بفعالية:
1. البدء بفترات قصيرة
عند تعلم مفهوم ما لأول مرة، يتم مراجعته في نفس اليوم. ثم يتم تكرار ذلك بعد يوم واحد، ثم ثلاثة أيام، ثم سبعة أيام، وهكذا. يمكن زيادة هذه الفترات تدريجيًا مع الشعور بمزيد من الثقة.
2. البطاقات التعليمية والتطبيقات
تعتمد أدوات مثل أنكي وكويزليت وريمنوت على مبادئ التكرار المتباعد. إنها تطبيقات تُجدول المراجعات تلقائيًا بناءً على مدى تذكر الطالب لكل مفهوم.
3. تنويع المواد الدراسية
لا ينبغي أن يلتزم الطالب بموضوع واحد في كل جلسة. يُجبر تنويع المواد الدراسية (التدريب المتداخل) الدماغ على تذكر السياق، مما يُقوي الذاكرة.
4. التذكر النشط
بدلًا من إعادة قراءة الملاحظات، يجب أن يختبر الطالب نفسه. وأن يحاول أن يجيب عن الأسئلة أو شرح المفهوم بكلماته ومفرداته الخاصة. تعتبر عملية التذكر أساسية للتعلم العميق.
5. الحفاظ على الاتساق
تعد الممارسة المنتظمة أحد الأسرار الأساسية في نهج التكرار المتباعد. إن تخصيص 10-15 دقيقة يوميًا يمكن أن يكون أكثر فعالية من ساعات من الحفظ المحشو.
تتطلب الامتحانات التنافسية والتعليم العالي والشهادات المهنية جميعها حفظًا طويل الأمد. يضمن التكرار المتباعد بناء قاعدة معرفية قوية دون الإرهاق. كما أنه يوفر الوقت لأن الشخص يُراجع بشكل أقل كلما أتقن المادة. باختصار، إن التكرار المتباعد ليس مجرد حيلة دراسية، بل هو استراتيجية مثبتة علميًا للتعلم بذكاء، وليس بجهد أكبر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|